languageFrançais

الأمن الغذائي في تونس: دعوة لدعم تكوين الفاعلين في الصناعات الغذائية

دعا مراد غطاس، مستثمر صناعي فلاحي بمعتمدية تكلسة من ولاية نابل، إلى إرساء سياسة وطنية واضحة لدعم وتكوين الصناعيين في مجال الصناعات الغذائية، وذلك خلال ندوة وطنية خُصصت لتقديم نتائج دراسة استشرافية حول التأمين الغذائي في تونس في أفق 2070.

وأكد غطاس، في تصريح لموزاييك، أهمية إشراك الصناعيين والمستثمرين، بما في ذلك التونسيين المقيمين بالخارج، في بلورة سياسات الأمن الغذائي، معتبرا أن هذه المقاربة تمثل خطوة جريئة وغير مسبوقة من شأنها تعزيز الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

وأشار إلى أن الدراسة المقدّمة تطرقت إلى عديد النقاط الجوهرية، من بينها غياب صندوق أو ميزانية مخصصة لتكوين الصناعيين في مجال الصناعات الغذائية، رغم أهميته الاستراتيجية، مبرزا أن هذا القطاع يعاني منذ سنوات من نقص التأطير الفني والمعرفة الدقيقة بمسالك الإنتاج، من مصدر المواد الأولية إلى طرق المعالجة والاستعمال.

وأضاف أن عديد الفاعلين في القطاع لا يمتلكون معطيات واضحة حول مصدر المنتجات الفلاحية أو طرق إنتاجها أو استعمال المبيدات، سواء تعلق الأمر بالغلال أو الحليب أو العسل، وهو ما يستوجب، حسب قوله، برنامجا وطنيا شاملا للتكوين يستهدف صغار وكبار الصناعيين على حد سواء.

وشدد مراد غطاس على ضرورة اضطلاع الدولة بدور أكبر في مرافقة القطاع، عبر تسخير الكفاءات والإطارات العليا لفائدة الصناعات الغذائية، معتبرا أن الاستثمار في العنصر البشري لا يقل أهمية عن التمويل.

كما دعا إلى توضيح مصير الاعتمادات المرصودة في إطار برامج دولية مرتبطة بالأمن الغذائي، مشيرا إلى أن منظمات دولية خصصت مبالغ هامة لهذا الغرض، دون أن يلمس الفاعلون نتائج ملموسة على أرض الواقع، حسب تعبيره، مطالبا بمزيد من الشفافية وتقييم جدوى الدراسات المنجزة ومدى انعكاسها فعليا على تطوير القطاع.